خريج كلية الحقوق من جامعة السودان، أعمل ضمن فريق متخصص في إحدى شركات المحاماة الألمانية تحت إشراف نخبة من الخبراء في المجال.
إلى جانب عملي المهني، أُعد من الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتابعني أكثر من 3 ملايين متابع من مختلف أنحاء العالم العربي، مهتمين بالمحتوى التوعوي والحقوقي الذي أقدمه
حين يطرق الإنسان باب المجهول فارًا من الموت، لا يحمل معه سوى أمله. هذا هو حال كثير من اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا، حاملين في قلوبهم جراحًا لم تندمل، وفي عيونهم رجاء بحياة جديدة، تُنصف ما تبقى في داخلهم من كرامة وحق في العيش الكريم. إلا أن واقع اللجوء غالبًا ما يكون أكثر تعقيدًا مما يتصور البعض.
أولى العقبات التي يواجهها اللاجئ في ألمانيا تبدأ من لحظة الوصول، حيث يُستقبل في مراكز إيواء قد تفتقر إلى الحد الأدنى من الخصوصية أو الراحة، ويُطلب منه الخضوع لإجراءات طويلة، فيها من الانتظار والقلق الشيء الكثير. بعضهم يقضي شهورًا، بل سنوات، في مراكز مؤقتة، لا يعلم ما إذا كانت بداية حياة جديدة أم محطة أخرى على طريق التهجير.
اللغة، وهي مفتاح الاندماج، تتحول إلى حاجز صلب أمام من لا يتقنها. يجد اللاجئ نفسه عاجزًا عن التعبير عن أبسط حقوقه أو احتياجاته، مما يجعله عرضة للضياع وسط الأوراق والمواعيد والمراسلات الرسمية. في كثير من الأحيان، يؤدي هذا الغموض إلى اتخاذ قرارات خاطئة تكلّفه الكثير، فقط لأنه لم يفهم ما كُتب له أو ما طُلب منه.
أما في مجال العمل، فالتحديات لا تقلّ قسوة. كثير من اللاجئين يحملون خبرات وشهادات، لكنهم يُفاجؤون بعدم الاعتراف بها، أو بمتطلبات معقدة لمعادلتها. يُطلب منهم البدء من الصفر، في وظائف قد لا تناسبهم، فقط ليضمنوا البقاء، وليدفعوا إيجار السكن ويؤمّنوا احتياجات أسرهم. وبين هذا وذاك، يشعر الإنسان أن هويته تُختزل في رقم ملف، وأن سنوات من حياته السابقة تُلغى بجرة قلم.
حتى على الصعيد الأسري، لا يسلم اللاجئ من المتاعب. فبعضهم يُفاجأ بتدخلات قد تمزق بنيان العائلة، وتُحدث شرخًا في العلاقة بين الآباء والأبناء، خاصة حين يدخل الأطفال في نظام يختلف كليًا عن البيئة التي تربّوا فيها. وهنا تبدأ صراعات من نوع آخر، بين ثقافة المنشأ وثقافة المجتمع الجديد.
إن اللجوء إلى ألمانيا، وإن كان طريقًا للنجاة، إلا أنه ليس نهاية المعاناة. هو مرحلة جديدة، تتطلب صبرًا، ووعيًا، ومساعدة حقيقية، لا بالشعارات، بل بالأفعال. فما يحتاجه اللاجئ اليوم أكثر من مجرد مأوى، هو من يمد له يد الفهم، ويرى فيه الإنسان، لا الرقم
ملاحظة مهمة:
أنا لست محاميًا مرخصًا في ألمانيا، ولا أمارس مهنة المحاماة الرسمية. جميع الاستشارات التي أقدمها هي استشارات عامة تهدف إلى توفير توجيهات ومعلومات ولا تعتبر بديلاً عن التمثيل القانوني الرسمي الذي يقدمه المحامون المرخصون.
إخلاء المسؤولية القانونية:
الاستشارات التي أقدمها هي استشارات عامة وغير ملزمة قانونيًا. لا أتحمل أي مسؤولية قانونية تجاه أي قرارات أو إجراءات يتخذها الأفراد بناءً على هذه الاستشارات. للحصول على تمثيل قانوني أو استشارة قانونية رسمية، يُنصح بالتواصل مع محامٍ معتمد في ألمانيا.
Um dir ein optimales Erlebnis zu bieten, verwenden wir Technologien wie Cookies, um Geräteinformationen zu speichern und/oder darauf zuzugreifen. Wenn du diesen Technologien zustimmst, können wir Daten wie das Surfverhalten oder eindeutige IDs auf dieser Website verarbeiten. Wenn du deine Zustimmung nicht erteilst oder zurückziehst, können bestimmte Merkmale und Funktionen beeinträchtigt werden.